لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
76622 مشاهدة print word pdf
line-top
(الكلام في الحوض)

ص ( ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأباريقه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، والصراط حق، يجوزه الأبرار، ويزل عنه الفجار ).


س 51 (أ) ما تقول في الحوض؟ (ب) وهل هو خاص أو عام؟ (ج) وما الصراط؟
ج 51 (أ) نعتقد أن الله يعطي نبينا صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة حوضا عظيما وصف في بعض الروايات بسعته وأنه مسيرة شهر في شهر، أو ما بين أيلة إلى صنعاء وكذا ما ذكر من بياض مائه وحلاوته، وكثرة أباريقه وهي آنيته، وأنه يصب فيه ميزابان من الجنة، يرده الأبرار، ويذاد عنه الفجار.
(ب) وقد روي أن لكل نبي حوضا، ولكن محمد صلى الله عليه وسلم، أكثرهم واردا.
وقيل: هو الكوثر، وفسر أيضا الكوثر بأنه الخير الكثير، أو أنه نهر عظيم في الجنة، والله أعلم.
(ج) وأما (الصراط) فهو جسر ينصب على متن جهنم، دحض مزلة كحد السيف، يمر عليه الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاود الخيل والركاب، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، وعلى جنبتي الصراط كلاليب، مثل شوك السعدان، تخطف من أمرت بخطفه، فناج مسلّم، ومخدوش، ومكردس في النار، وهذا هو الورود المذكور في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم: 71]، ومعنى: يجوزه الأبرار. أي يعبرونه حتى يجاوزوه. ويزل عنه الفجار. أي يسقطون.

line-bottom